يستغرق معظم الأطفال ساعات طويلة في اللعب واستكشاف الألعاب وفكها وتركيبها خاصة في السنوات الأولى من ولادتهم، نظراً إلى أنها من أول الوسائل التي تساعد في تعريف الطفل بالعالم المحيط به، وتعتبر الألعاب من أهم وسائل نمو الطفل التي تختلف باختلاف شخصيته، كما أن الألعاب التي يقوم الطفل باكتشافها وعملها بنفسه تضاعف قدراته الذهنية وتساعد في نمو عقله وإشباع رغباته مثل المكعبات التي يمكن للطفل من خلالها أن يصنع أشكالاً مختلفة. على الرغم من ذلك إلّا أن عملية اختيار الألعاب المناسبة للطفل من قبل الأهالي تكون صعبة إلى حدٍ ما.
اختيار العاب الأطفال
يقع معظم الآباء والأمهات في حيرة اختيار الألعاب المناسبة لأطفالهم خاصةً في عمر السنتين وما فوق؛ بسبب تعدد أماكن بيعها من محال ومواقع الإعلانات المبوبة واختلاف أشكالها وأنواعها.
لا بد من إدراك الأهالي اختلاف الخيارات بين الأولاد والبنات عند اختيارهم ألعاب أطفال مناسبة لهم، وذلك لأن الأولاد يفضلون الألعاب التي تحتاج إلى قوة مثل سيارات اطفال أو القطارات أو المسدسات، أما البنات يفضلون ألعاب العرائس وأدوات المطبخ والمكعبات.
تختلف ألعاب الطفل على اختلاف أعمارهم، حيث يفضّل الأطفال في عمر الأشهر الألعاب ذات الألوان الزاهية التي تلفت انتباههم، أما من هم في عمر الثالثة والرابعة يفضّلون الألعاب الحركية والتركيب والفك مثل لعابات البنات أو العرائس المتحرّكة وألعاب الإضاءات.
أقسام العاب الأطفال
تنقسم ألعاب الأطفال إلى خمسة أقسام تكسب الطفل مهارات متعددة وهي:
ألعاب لتنمية مهارات الطفل الحسية: الألعاب المائية والموسيقية والبيانو.
ألعاب لتنمية المهارات الاجتماعية لدى الطفل: لعابات البنات أو العرائس، وتلبيس الدمى، والكتب الملونة.
ألعاب تنمّي القدرات الجسدية لدى الطفل: كالدراجات، والسيارات، والطائرات، والمكعبات، والقطارات.
ألعاب لتنمية مهارات الطفل الثقافية: كأغاني تعليم الحروف والأرقام، والكتب التعليمية.
ألعاب تساعد في تنمية ذكاء الطفل وتعزيزه: ألعاب التلوين، والشطرنج، والمكعبات، والصلصال.
طرق اختيار الألعاب المناسبة للأطفال
لا بد من اتباع بعض الأمور اللازمة عند اختيار الألعاب المناسبة للطفل، من أبرز هذه الأمور:
ترك الفرصة للطفل في اختيار اللعبة التي يرغب في الحصول عليها، وإرشاده إلى اللعبة التي تناسب عمره وعقله.
اختيار اللعبة التي تتناسب مع شخصية الطفل، على سبيل المثال عندما يكون الطفل كثير الحركة وعصبي لا بد من اختيار لعبة مطاطية لكي يفرغ طاقته بها، أما الطفل الذي يتصف بالكسل ويشعر بالملل بسرعة؛ فيمكن اختيار لعبة متحركة له مثل الدمى والقطار والسيارات، لتزيد من نشاطه وحيويته.
الحرص على توافر سبل الأمان في اللعبة؛ كأن تكون أجزاء اللعبة كبيرة لا يمكن للطفل بلعها أو وجود بروز في اللعبة تتسبب في أذيته.
من الضروري أن تكون اللعبة سهلة التنظيف حتى لا تتراكم بها الأوساخ التي قد تكون مؤذية للطفل.
عند اختيار ألعاب الركوب مثل الدراجات أو السيارات؛ لا بد من التأكد من سلامتها للحفاظ على سلامة الطفل أثناء قيادتها.
اختيار الألعاب التي تشجّع الطفل على الابتكار والإبداع.
مراعاة الإرشادات الموجودة على غلاف الألعاب؛ لتحديد اللعبة المناسبة لعمر الطفل.
أنواع العاب الأطفال حسب أعمارهم
ألعاب الأطفال حتى عمر السنة
تستخدم في هذا العمر ألعاب الأطفال الحسيّة، وذلك لمساعدته على التعرّف بالعالم الخارجي من خلال حواسه الخمسة، حيث إن هذا النوع من الألعاب لا ينمّي مهارات معيّنة لدى الطفل؛ إنما تعمل على تنمية حواسه فقط، مثل الألعاب الملونة أو الألعاب المتحركة التي تثبت على سرير الطفل.
العاب أطفال من عمر 1-3 سنوات
هي الألعاب التي تساعد الطفل في تنمية قدراته الجسدية و استهلاك طاقته الزائدة كألعاب الحركة والجري، وركوب العجلات الصغيرة، والأرجوحة، والألعاب التعليمية مثل: الألوان، والفواكة، والحيوانات، ووسائل النقل.
العاب الأطفال من عمر 3-6 سنوات
تزداد مهارات الأطفال عند بلوغه عامه الثالث، ويصبح أكثر استعداداً للتعامل مع عالمه الخارجي، كما يفضّل الطفل في هذا العمر اللعب مع الأطفال الآخرين، مما يزيد من قدراته الاجتماعية، بالإضافة إلى رغبته في لعب الألعاب الرياضية والحركية، بالإضافة إلى ازدياد قدراته الذهنية عما سبق فيبدأ في تعلم القراءة وتمييز الأرقام والحروف، لذلك يمكن استغلال هذه التغيّرات في تعليمه كيفية مسك القلم والتلوين.
أهمية الألعاب للأطفال
تطوير المهارات الاجتماعية للطفل
يساعد اللعب على تنمية الروح الاجتماعية لدى الطفل، حيث يتعلّم الطفل من خلال اللعب مع الأطفال الآخرين، إذ يتعلّم العديد من المعاني الاجتماعية أثناء اللعب مثل: المشاركة، والتعاون، والتفاوض، وحل المشكلات، بالإضافة إلى مهارة الاعتذار للآخرين، كما تساعدهم في تطوير قدراتهم في إدراك السلوكيات التي يجب عليهم الابتعاد عنها مثل الضرب، وتزايد صفات الهدوء واللطف والتعاطف لديهم، وقدرتهم على التحكم بالنفس، يعتبر تعلّم هذه المهارات من أهم الأمور التي يجب توافرها لانتقال الطفل من مرحلة الطفولة إلى مرحلة البالغين وسن الرشد.
تطوير الثقة بالذات
يعتبر اللعب من أكثر الأمور التي تعمل على تطوير مفهوم الثقة بالذات لدى الأطفال؛ حيث يصبح باستطاعة الطفل أثناء اللعب اتخاذ القرارات بنفسه دون الرجوع لأحد، مما يعمل على زيادة إحساسهم بالاكتفاء الذاتي، والثقة، والجدارة في اتخاذ القرارات، وذلك نظراً إلى أنهم مقيدون بشكل عام باختيارات والديهم في شتى أمور حياتهم سواء كان ذلك في اختيار ملابس الاطفال أو الطعام أو تنظيم مواعيد النوم.
على الرغم من أن الأهل يريدون القيام بالأمور التي يعتبرونها هي الأفضل بالنسبة لأطفالهم إلّا أن هذا الأمر يجعل الطفل يشعر بالعجز لأنه لا يملك القدرة على اتخاذ أي قرار عند قيامه بهذه الأمور، إنما يقوم بها بناءً على رغبات أهله، بينما هذا يختلف عند ممارسته للعب بسبب امتلاكه الحرية في اتخاذ القرارات، مما يعمل على تطوير قدرته على التعبير عن المشاعر، وتنمية روح العطاء والتفاوض والتعاون لديه.