الأبقار هي حيوانات من فصيلة الثدييات المجترة، تم إيجادها في الطبيعة منذ القدم، والاستعانة بها في العديد من الأمور، مثل: جر العربات، والحراثة، وتدوير الطاحونة، وإدارة الساقية، بالإضافة إلى الاستفادة من حليبها ولحومها وجلدها.
تتفاوت قدرة الأبقار على إعطاء الحليب من نوع إلى آخر، والذي نقوم باستخدامه لصناعة القشدة، والجبنة، والحلويات، وبهدف تحقيق ذلك تتلقى عناية كبيرة لتتمكن من تقديم أفضل وأجود أنواع الحليب، ويوجد عدة أنواع من الأبقار التي تأتي ضمن هذه السلالة، منها:
أبقار هولستين أو فريزيان: تتم تربيتها في هولندا، وتعتبر واحدة من أشهر الأنواع المنتجة للحليب، وتشتهر باللون الأسود والأبيض.
أبقار جيرزي: يعود أصلها إلى جزيرة جيرسي في بريطانيا، وتعد من أصغر أنواع الأبقار من حيث الحجم، وتتميز بالعيون الكبيرة، ويتدرج لونها بين درجات البني، كما يتشهر الحليب الذي تنتجه بارتفاع نسبة الزبدة فيه.
أبقار سويسرية بنية: يعد الموطن الأصلي لها في جبال الألب السويسرية، ويشتهر حليبها باحتوائه على نسبة مرتفعة من البروتين، الأمر الذي يساهم في صناعة جبنة جيدة.
أبقار غوينسري: تتميز هذه الأبقار باللون الذهبي، وانتاج حليب ذو لون قريب من الذهبي بسبب احتوائه على بيتا كاروتين؛ وهو واحد من أهم مصادر فيتامين أ.
أبقار أيرشاير: تأتي ابقار هذا النوع من سلالات أرستقراطية يعود أصلها إلى اسكتلندا، وتتميز باللون الأبيض والأحمر، مدى سرعتها في التكيف مع البيئة المحيطة بها.
أبقار هولستين البيضاء والحمراء: تتشابه في خصائصها مع ابقار هولستين البيضاء والسوداء، لكنها تختلف عنها في قدرتها على تحمل درجات الحرارة العالية، وتتسم بنظام مناعة ضد الأمراض قوي.
تندرج تحت هذه السلالة العديد من الأنواع، مثل:
أبقار أنغوس: تعد اسكتلندا موطنها الأصلي، ويتم تربيتها عادةً في المناطق التي تتمتع بتساقط أمطار غزيرة على أراضيها، وتتميز باللون الأسود وانتاجها العجول.
أبقار هيرفورد: تعد إنجلترا موطنها الأصلي، وتتميز بوجهها الأبيض ولونها الأحمر، كما أنها ذات قرون، وتشهر بانتاجها العجول والاستعانة بها في التهجين.
أبقار الليموزين: تعد فرنسا موطنها الأصلي، وتتميز بأنها صغيرة الحجم وبنية اللون، بالإضافة إلى أنها ذات قرون، كما تشتهر بإنتاج لحوم قليلة الدهون وكثافة العضلات، مما يجعلها مناسبة لاستخدامها في التهجين.
أبقار سيمنتال: تعد أوروبية الصل، وهي ذات قرون، وتتميز بلونها الأبيض والأحمر، وانتاج الثيران.
تشتهر بعض السلالات على مستوى العالم بشكل خاص، ونذكر بعضاً من أبرزها:
نشأت أبقار هذا النوع في مقاطعة بنجاب، وتتم تربيتها في الباكستان لإنتاج الحليب، و تتدرج ألوانها بين البني المحمر إلى اللون الأحمر مع وجود بقع بيضاء اللون على رقبتها، وتعد من أفضل سلالات إنتاج الحليب في كل من الهند والباكستان، ويبلغ متوسط إنتاجها إلى 2270كغم، وتتميز بأنها سريعة النمو، والقدرة على تحمل البيئات المحيطة القاسية، والحياة الإنتاجية الطويلة، واللحوم الطرية، كما أنها هادئة ومقاومة للأمراض.
من أشهر أنواعها ابقار النورمندي الناشئة في جزيرة نورماند الفرنسية، تتميز باللون الأحمر والأبيض وشعر بني اللون مخطط يشبه جلد النمر، تقوم على إنتاج متوسط من الحليب يبلغ 14.000كغم خلال الموسم، وتعد عالية الخصوبة، وذات جسم عميق وقوي، وتنتشر بكثرة في كل من مدغشقر، ودول أمريكا الجنوبية، والولايات المتحدة، وإيرلندا، وبريطانيا.
أبقار عرق الشامي
من أشهر أنواع هذه السلالة الكنانة السوداني؛ وهي ابقار نشأت في دولة السودان، تتميز بلونها الفضي الغامق على الأطراف، وذيلها المائل إلى اللون الأسود، وهي ذات حجم كبير وسنام، أما عيونها؛ فهي محاطة بهالة سوداء اللون.
من أهم الأمور التي يجب العمل بها قبل إحضار الأبقار المراد تربيتها هي بناء سياج للحظيرة، ويوجد ثلاثة أنواع لها، منها:
السياج المصنوع من الأسلاك الشائكة: يتم استخدام هذا النوع في حال توفر مساحات كبيرة، ويكون عادةً مؤلف من ثلاثة أسلاك ذات ارتفاعات مختلفة، لكن يفضل أن يكون عددها أربعة، كما يجب أن يكون السلك المنخفض قريب من الأرض كي لا تتمكن الأبقار من الهرب زحفاً، ويفضل أن يبلغ طول السياج بحدود 1.2م ولا يقل عن ذلك كي تمنع هروب البقر من خلال القفز فوقه.
سياج من خشب: يمكن استخدام هذا النوع لإعطاء الحظيرة منظر جميل، لكنها تتعرض للعفونة بسرعة، ويفضل استخدام خشب الأرز الذي يتميز بفترات مقاومة طويلة.
سياج كهربائي: يعد واحد من الخيارات التي تناسب المراعي والمساحات صغيرة الحجم مع ضرورة توفر كهرباء، ولكن من الأفضل أن لا يتم استخدامه أثناء الفترات أو المناطق الجافة.
يعد غذاء الأبقار عامةً مؤلف من القش والعشب والحبوب والعلف، ويختلف نوع الغذاء والكمية التي يجب تقديمها لها من نوع إلى آخر، كما يختلف باختلاف الهدف من تربيتها والمنطقة التي تربى فيها، فعلى سبيل المثال: في حال كان الهدف هو الحصول على اللحوم منها، حينها يمكن تقديم الأعشاب والتبن لها، وتفير العلف والحبوب لها كي تسمن، أما إن كان الهدف هو الحصول على حليب؛ فإذاً يجب توفير التبن بدرجة رطوبة عالية.
تتطلب الأبقار الحصول على مياه نظيفة، وفي حال لم يتوفر مصدر ماء طبيعي في الحظيرة؛ مثل البرك، حينها يجب وضع مياه نظيفة داخل أحواض كبيرة الحجم، ويفضل وجود مصدر المياه بالقرب من مكان الأحواض، وذلك للابتعاد عن الاستعانة بالخراطيم لمسافات طويلة، والتي سيصعب استخدامها أثناء فترات التجمد في فصل الشتاء.
تعد مشاريع تربية الأبقار الحلابة من أهم المشاريع التي تعتمد عليها بعض البلدان؛ وذلك لتحقيق نوع من الاكتفاء الذاتي في الحليب وتغطية جزء كبير من سوق اللحم الأحمر، وتقوم الكثير من الشركات التي تخوض هذا المجال على استيراد ابقار أمريكية وأوروبية لقدرتها الكبيرة على إنتاج الحليب بشكل مضاعف.
من أهم الأمور التي يجب أخذها بعين الاعتبار هي توفر الاعلاف، إذ تلعب مزروعات العلف دوراً في توفير العلف الأخضر الذي يعد من أهم عوامل إنتاج الحليب في فصل الصيف، ويوفر إمكانية الاحتفاظ بما تبقى منه لشهور السنة الأخرى.
يعد من اهم العوامل التي تؤثر على إنتاج الأبقار للحليب؛ إذ أن أكثرية الأبقار المستوردة الدول الأوروبية تكون معتادة على التعايش ضمن مناخ بارد، لكن بصورة عامة يعتبر متوسط درجات الحرارة المثالي لأبقار الهولشتاين على سبيل المثال يتراوح ما بين ثلاث درجات مئوية كحد أدنى وثلاثة وعشرون درجة مئوية كحد أقصى.
